اليهود ودورهم في الحياة السياسية في ظل حكم الخانيات المغولية (603-923ه/ 1207-1517م)

Abstract

مارس اليهود أدواراً سياسية في مراحل تاريخية مختلفة قبل مجئ المغول، في ظل الدولة العباسية، نتيجة سياسة التسامح التي إنتهجها العباسيون تجاه الأقليات الدينية، وقد تولت شخصيات يهودية مناصب سياسية مهمة، في الدولتين العباسية والفاطمية.

كذلك شهد اليهود في ظل المغول ظهور أمراء  ووزراء منهم، من كانوا يقومون مقام حاكم الدولة في إدارة أمور اليهود، كطائفة مستقلة في السياسة والمال، ومن المعلوم أنه لم يكن لليهود دولة مستقلة ذات جغرافية خاصة بها قبل مجئ المغول، سوى ما تبقى من دولة الخزر في قوقازيا.

وقد استفاد اليهود من الإحتفاظ بمراكزهم السياسية والاجتماعية، لإمتهانهم الحرف والمهن المهمة، للبقاء على قيد الحياة، لأن المغول لم يعمدوا إلى قتل الحرفيين وذلك للإستفادة من خبراتهم، وقد عاش مئات الآلاف من اليهود في الدولة التيمورية، على العموم فإنه أصاب اليهود ما أصاب عامة الشعب من ويلات الحروب، ولكن مع ذلك فقد بقيت أعداد كبيرة من اليهود على قيد الحياة، الى حقبة ما بعد الإمبراطورية التيمورية.

لدراسة الموضوع بصورة علمية أكاديمية، فقد تم تقسيمه على تمهيدوثلاثة محاور والخاتمة، هي: دراسة أحوال اليهود ودورهم في الحياة السياسية في ظل حكم ثلاث من الخانيات المغولية في بقاع مختلفة، وتمثلت تلك الخانيات بخانية القفجاق (القبيلة الذهبية)⁽¹⁾، في الخزر، والخانية الجغتائية⁽²⁾، في تركستانوأقليم خراسان، وأخيراً الدولة الإيلخانية المغولية في إيران.