دلالة العنوان في نثر مصطفى صادق الرافعي (العناوين الدينيّة والوجدانيّة أنموذجاً)

Abstract

يروم هذا البحث الكشف بقراءة نقديّة عن دلالة العنوان في نثر مصطفى صادق الرافعي؛ إذ يشكل هذا النثر علامة نثريّة فارقة، في النصف الأول من القرن العشرين، سواء أكان ذلك على المستوى اللغوي والأسلوبي، أم كان على المستوى الفني والجمالي، فقد تمكّن الرافعي من إنتاج نص نثري متميز متفرد، بدرجة عالية، عن النمطيّة والأسلوبيّة السائدة؛ من دون أن يدخل في قطيّعة فنيّة أو جماليّة مع أشكالها البلاغية، بل إنّ هذه الأشكال هي التي تؤسس للنص النثري عند الرافعي، وهي التي تحدد أيضاً طريقة وعيه الجمالي، أو تعبر عنها، في علاقته بمختلف الظواهر الماديّة والروحيّة، هذه العناوين ترينا كاتباً مفتناً ومتمكناً غايّة التمكن في مذاهب النثر وتنويع أغراضه وصياغته في مختلف المقاصد على نحو رائع ماتع رائق، تجري فيه السلاسة والرشاقة والإبداع مجرى الأرواح في الأبدان، أمدَّه الطبع والثقافة وامتلاك ناصيّة اللغة والبيان فزخر نثره وعناوينه بالفكر والأسلوب والفن وقوة التعبير القائمة على بساطة الفكرة ووضوح المعنى وسهولة العبارة، فضلاً عن رصانة الصياغة ورحابة الخيال الطليق. لقد زخر نثره بالعناوين الدينيّة والوجدانيّة لذا ألقينا الضوء في هذا البحث على دلالتها وبيّنا فيه مدى الترابط الدلالي بين العنوان والنص النثري عند الرافعي، إذ يعد الرافعي من الأعلام اللامعة في سماء الأدب العربي رفد المكتبة العربيّة بالمؤلفات الجليلة القدر كانت لها صدى طيب عند الدارسين والباحثين وطلاب العلم.

وقد اقتضت طبيعة البحث حضور التحليل بوصفه الأقدر على فك شفرات العلاقة بين النص وعنوانه في نثر الرافعي محاولين الدخول في عالم هذه النصوص من خلال بوابة العنوان بتحليل هذا الأخير إلى وحدات لغويّة دلاليّة، كي يتسنى لنا الإمساك بإحالاته المتعددة وخيوطه المتشابكة، بل ومعرفة مدى ارتباطها بإحالات النصوص وانعكاسها على خصائصها، إذ أنّ دراسة وتحليل هذه العناوين والتحاور معها تفضي إلى فتح مغاليق النصوص والغوص في أعماقها، وبهذه العناوين نحدد انتماء النصوص ونتعرف على هويتها وخصوصيتها