دفاع الشريعة السمحاء عن حقوق النساء

Abstract

مِنْ نِعَمِ اللهِ على البشرية جمعاء في قوله تعالى: [وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون](الروم:21)،للحفاظ على الجنس البشري من الإستمرار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فسن لهم قوانين يسيرون عليها لتستقيم الحياة،وذلك من خلال الشرائع السماوية التي جاءت  لتصحيح مسارالحياة  البشرية في جميع مناحي الحياة، سواء الروحية التعبدية على وجه الخصوص،أو في الحقوق والواجبات الحياتية على وجه العموم. فالدين الإسلامي شمولي في إرساء تلك الأُسس والدعائم الصحيحة والسليمة لحياة الدنيا والآخرة. من بين كل ذلك اخترت دفاع(القرآن والسنة النبوية) من العنف ضد المرأة وحقوقها، وكيفية وقوفهما إلى جانبها لإحقاق حقوقها على الوجه الأكمل،والدفاع عنها،حتى لا يلحقها الغبن، والضرر الجسدي،والمالي،والنفسي،وغيرها من الأمور التي تهضم حقوقها؛ لتعيش سعيدةً، مُكَرَّمةً في ظل دوحة الإسلام العظيمة، وأنقذها من براثن الجاهلية البغيضة التي هضمت حقوقها، وحرمها من أبسط مقومات الحياة الحرة الكريمة، وسلبها حريتها في اختياراتها، في شؤون الحياة كافة إلاّ ما قلَّ وندر. 

وبمجئ الإسلام ودخول الناس في هذا الدين الجديد، سواء في الفترة التي كانت تسمى بالدعوة السرية أو بعدها، نجد بأنَّ الإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة في الدخول في هذا الدين. بل إنَّ أول من أسلم  من الناس جميعاً آنذاك، وآمن بالدين الجديد ودخل فيه، كانت إمرأة، وأية إمرأة! ألآ وهي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد. بالإضافة إلى الآية التي استشهدنا بها في البداية ذكرت لها صفات هي: السكينة، والمودة ، والرحمة،وقد شهد لها بذلك رَبُّ العزة جل جلاله.                                                                                                

ونجد كيف أنَّ الإسلام صان المرأة،وحافظ على حقوقها، وتولى الدفاع عنها،سواء كانت طفلةً،حيث يقول الله عزوجل في القرآن الكريم في معرض الدفاع عنها:﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ*بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ (التكوير:8 و9)، أو شابة، أو أختاً،أو زوجة ،أو أمَّاً ،و قد أودع الله تبارك وتعالى فيها خيراً كثيراً، بدليل قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ  أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَ لاَ  تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ  مُّبَيِّنَةٍ  وَ عَاشِرُوهُنَّ  بِالْمَعْرُوفِ  فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ  فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾ (النساء، الآية:19). وسنأتي بالأدلة على كل ذلك في ثنايا بحثنا هذا إنْ شاء الله تعالى، ومنه نستمد العون والتوفيق.