مشاركة المرأة في مفاوضات السلام: المعوقات والحلول

Abstract

يعد التفاوض بأعتباره أحد أهم الطرق و الوسائل السلمية لحل النزاعات من أكثر الوسائل التي يتم الألتجاء اليه من قبل أطراف النزاع بهدف التجنب من الحروب والنزاعات المسلحة، ونظراً لأهمية هذه الوسيلة ينبغي العمل على أغناءها والأهتمام بها بغية تمكينها من ترك آثار أيجابية في النزاعات التي يتم الأستعانة بها من قبل الأطراف، وللأسباب المذكورة أعلاه و نظراً لدور المرأة في المجتمعات المعاصرة حيث تبذل الجهود لأعطاء دور أكبر للمرأة في مختلف مجالات الحياة ينبغي الأهتمام بدورهاَ في مجال السلام و حل النزاعات أيضاً، لأن الدراسات أثبتت أن المفاوضات التي تشارك فيها النساء تكون أكثر نجاحاً وهذا بدوره يعتمد على عدد و أمكانيات النساء المشاركات و فيما لو كانت المرأة قادرة على أتخاذ القرارات، كما تعتمد على ما اذا كانت آراء و مطالب وأفكار النساء المشاركات في عملية التفاوض تتطابق مع آراء و مطالب النساء في المجتمع الذي يمثلون أم أنهم يمثلون فقط آراء جماعة معينة أو هويات معينة داخل المجتمع، لذلك من الضروري القول بأن المرأة التي تشارك في المفاوضات ينبغي لها أن تكون صوتاً لكل النساء في المجتمع وليس فقط الاطراف المشاركة في المفاوضات لكي تتمكن من طرح مسائل لا يتم طرحها عادة من قبل الرجال المشاركين في المفاوضات والذين يمثلون أطراف النزاع عادة و الوصول الى تسويات لتلك المسائل، واذا تمكنت المرأة من تأدية هذا الدور فمن دون شك أن السلام الذي سوف ينتج عن تلك المفاوضات سيكون أكثر أيجابية و استدامة لأن السلام المتحقق منها سيكون شاملاً أكثر و يضم أغلب فئات المجتمع.

مشاركة المرأة في المفاوضات ليست دائماً محل ترحيب من قبل أطراف النزاع بل أنهم في حالات كثيرة يتم معارضة هذه المشاركة من قبل الأطراف و يرون بأن مشاركة المرأة ستؤدي الى أخراج المفاوضات من مسارها و ستؤخر الوصول الى تسويات من قبل أطراف النزاع لأن حسب رايهم فأن الرجال أكثر قدرة على تأدية هذه المهمة و لكن و من خلال هذا البحث اثبتنا عدم صحة هذا الأدعاء من خلال أمثلة و شواهد كثيرة وأن مشاركة المرأة في عملية التفاوض تجعلها أكثر نجاحاً.