أثبات الهوية النسوية وسط الهيمنة الذكورية قراءة في كتاب الجنس الآخر لسيمون دي بوفوار

Abstract

 لقد بذلت الكاتبة والاديبة الفرنسية المعاصرة سيمون دي بوفوار ومن خلال ما طرحته في كتابها الجنس الآخر وبقية كتبها ، الكثير من الجهد للمطالبة بحقوق المرأة وانصافها أسوة بالرجل ومناهضة العنف والعزل والاضطهاد الذي لحق بها بسبب النظرة المأساوية التي يراها المجتمع الذكوري اليها. مناديه بتحررها وتمكينها والوقوف بجنبها وليس جعلها آخراً ضعيفاً مسلوب القدرة والارادة والحقوق كما كان ينظر إليها من قبل مجتمعها.

فالتصور الذي خلقه المجتمع آنذاك  تجاه شخص المرأة جعلها مستعبدة ومستبعدة ومسلوبة الارادة والحرية والحقوق ، مما قلل  من مكانتها الداعمة والساندة للرجل في الكثير من المواقف ، هذا الامر أثار حفيظة دي بوفوار مما حدا بها لتأليف كتاب لمناصرة المرأة والمطالبة بحقوقها وعدم استغلالها وانكار وجودها الفعلي وعملها المهني .

    لقد كافحت سيمون دي بوفوار وواصلت الكفاح من اجل عالم أنساني ليست فيه تفرقة بين الجنسين . يمكن للمرأة فيه إن تصبح وعياً كاملاً، و أرادت تحرر المرأة  ومساواتها بالرجل وأن الدور الأساس في مشكلة تحرير المرأة ، هو المرأة نفسها بمعنى انه يقع على عاتقها هي اولاً ، وبالتالي فهي عملية شاقة وصعبة، لان المرأة عادةً دورها في المجتمع مزدوج ، فهي تكافح من اجل إن تتحرر وتتساوى مع الرجل ، ثم ايضاً تشارك في معركة التنمية والإنتاج وتحرير المجتمع ، وبالتالي نصل الى نتيجة مفادها هي أن تحرير المرأة يحتاج إلى جهد مضاعف ووقت، فأن الرواسب القائمة لها جذور تاريخية عميقة ولابد من فرصة تتخلص فيها من رواسب التقاليد والمجتمع الرأسمالي وتكتب لنفسها تاريخ ووجود وشخصية وحقوق .

وبهذا المعنى يمكن القول بأن الكاتبة والروائية والفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار كانت لها بصمة أبداع من اجل ان تخط طريق الحرية والتحرر للنسوة وجعل لهن حقوق تمكنهن وتجعلهن اسوة بالرجل حتى لا يبقى المجتمع فقط ذكوري يحارب ويقصي كل صوت ناشز يعلو عليه متمثلاً بصوت المرأة ، منددة برفع الحيف والظلم والاستيلاء على النساء ليصبح لهن دور وفسحة للتعبير عن حقوقهن وآرائهن مثلما للرجل هذا الحق والنصيب .