قِراءةٌ بَلاغيّة في آيات ( كُنْ فَيَكُوْنُ )

Abstract

تعرّض البحث لعددٍ من القضايا البلاغية حول الآيات القرآنية التي احتوت قول الله تعالى: )كُنْ فَيَكُوْنُ(، فمنها ما أظهرت إشارات متعلّقة بعلم المعاني، وكذا ما تعلّقت بعلمي البيان والبديع، ذلك من خلال التحليل البلاغي للآيات التي تضمّنت فنون تلك العلوم، ومنها محاولة للوقوف عند بعض أسرارها بحسب السياقات التي وردت فيها، كورود صيغ الأفعال ودلالتها الناتجة من تغاير الزمن (الماضي والمضارع والأمر)، ومنها ما تناولت التوجيه البلاغي للقراءات القرآنية فيها عند اختلاف إعراب الفعل في موضعه الذي ورد فيه، وعرض آراء العلماء ومذاهبهم في معاني زمن الفعل المضارع المقترن بالفاء بعد الكون المتمثلة في قوله تعالى: )كُنْ فَيَكُوْنُ( فضلاً عن توجيهاتهم في قوله تعالى: لـ )الشَّيء أو شَيئاً( التي جاءت في سياق الآيات هل كان القصد منها في الغيب أم الشهادة؟ فمنهم من ذهب الى أن الغيب لا يحتمل الأمر بقوله: )كُنْ( لأنّ الشيء غير موجود في عالم الشهادة وربط ذلك بالكينونة في علم الله فكان كالموجود، وآخرون رأوا أنّ مراد الفعل إنّما هو التمثيل لنا؛ لأنّ الأمر متعلّق بمشيئة الله وإرادته جل في علاه، فمتى ما أراد كان الشيء المراد حاصلاً دون قوله: )كُنْ(؛ لأنّ أمره تعالى لا يفتقر إلى )كُنْ(؛ لذلك كان تصويراً وتمثيلاً للقارئ والمستمع معاً، وعليه كان هدف هذه الدراسة من خلال التوسّع بتحليل تلك الآيات الكريمة هو التعرّف على مثل هذه الأسرار الدقيقة الجليلة والله الموفّق للصواب