التحصينات الطبيعية و المصطنعة لمدن ديار بكر خلال العصر الوسيط ميافارقين وآمد وحصن كيفا نموذجا

Abstract

يهدف هذا البحث الى القاء الضوء على إحدى اهم السمات التي كانت تتسم بها المدن في العصر الوسيط، الا وهي ظاهرة التحصين واحاطة المدن بالاسوار، ودعمها بالابراج الدفاعية، والخنادق  والابواب المحكمة، وهذا الامر كان من متطلبات ذلك الوقت، نظرا لكثرة الحروب والصراعات بين القوى المحلية من جهة، والاخطار الخارجية من جهة اخرى، وكانت هذه المدن المسورة والمحصنة، من مظاهر قوة السلطة ،ومصدر امن وسلام لها ولسكان تلك المدن والقرى المجاورة لها، فكانت سببا لانتعاش تلك المناطق من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.

كانت الجزيرة الفراتية الواقعة بين نهري دجلة والفرات، واحدة من الاقاليم الواسعة والتي قسمت من قبل البلدانيين العرب المسلمين على ثلاثة ديارات، وهي: ديار بكر في الشمال، وديار مضر في الغرب، وديار ربيعة في الشرق، وكانت قبل السيطرة الاسلامية عليها، مقسمة بين دولتي الروم البيزنطية، ودولة الفرس الساسانية، وكان الجزء الاكبر بما فيه ديار بكر ومضر وجزء من ديار ربيعة من حصة الروم، ونظرا للصراع الدائم والتقليدي بين الدولتين المذكورتين، فقد سعت كل منهما الى تحصين مدنها في الجزيرة الفراتية، بما فيها ديار بكر التي كانت تحت سيطرة الروم، المعروفين بتحصيناتهم المنيعة، ومدنهم المسورة المبنية من الحجر، وقد ورث المسلمون هذه المدن المسورة، بعد الفتح الاسلامي لهذا الاقليم، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، واجروا عليها بعض التعديلات والترمميات في العهود الاسلامية اللاحقة، وربما بشكل اوسع من الديارات الاخرى، وذلك لتاخم هذه المنطقة لحدولة الروم والارمن، فكانت مصدر قوة وحماية لذلك الجزء من ممتلكات الدولة الاسلامية.