الحــــــــسبة من منـــــــــــظور إسلامـــــــــــي

Abstract

الحسبة هي الأمر بالمعروف و الإحسان ، وكل ما يؤدي إلى البر و الفضيلة على مستوى الفرد والأسرة والدولة ، و هي النهي أيضاً عن المنكرات و ما يفضي اليها ، والتى تفسد عقل الفرد ، وبنية الأسرة ، وأسانيد المجتمع ، و التي بدونها لا تستقيم الأحوال و لا تربى الأجيال ، ولا يكون للمجتمع نظام هادف ، ومنظومة دستورية وقانونية ، بحيث تحفظ بها إنسانية الإنسان ، و تربيها على فكرة مضمونها أن كل فرد من إنسان هو عضو من أعضاء المجتمع ،  وهم كالجسد الواحد ، إذا جُرح منه عضو ، تألمت سائر الأعضاء الأخرى . الحسبة نظام اجتماعي و ديني ، إذ هناك نصوص شرعية من منظور إسلامي تؤكد على ضرورتها لديمومة الحياة ، وضمانها لسلامة وجود منظومة تربوية اجتماعية ، تعمل من أجل صياغة الإنسان الذي يشعر بكرامته وكرامة الآخرين ، ويرى  حتمية العيش و التعاون والتكاتف مع المقابل داخل شبكة اجتماعية متماسكة . للحسبة أهداف ومقاصد ، كلما اقتربت منها ، وصلت إلى ما يريده الله عزّوجلّ ، و من هذه الغايات  سلامة المجتمع من الفوضى و تعطيل العقول و قتل النفوس و إزهاق الأرواح ، وإشاعة الفساد الفكري والجسدي والمالى والتربوي ، لذا ليست الحسبة نظاماً عفوياً و لا عشوائياً ، ولا تشريعاً بقصد التمايز والتنافر بين الأقوام والإجناس والأفراد ، بل انها سبب من أسباب الترابط والتكاتف الأسري والمجتمعى ، بغض النظر عن نوعية المعتقدات والأقوام ، و على هذا لابد فيها ان تمارس وتطبق وفق معايير و قيم اجتماعية ، إذ لا يمكن الوصول إلى هذه النوعية من التطبيق إلا بفهم مقاصد الحسبة الإجتماعية .