لجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة ومهامها في الدول الخارجة من النزاعات العنيفة "حالة سيراليون إنموذجاً

Abstract

لقد أظهرت العديد من الحالات فيما يتعلق بالتدخلات الدولية في النزاعات العنيفة في التسعينات من القرن المنصرم أن إنهاء الحرب وبناء السلام يمثلان تحديان مختلفان في هذا المجال، حيث أثبتت التجارب في بعض البلدان مثل ليبيريا وهايتي أن العديد من الحروب الأهلية تعود نتيجة إنتكاسات ما بعد النزاع، حيث أن مخاطر العودة إلى النزاع بعد وقفها مرتفعة للغاية، ومن أجل ذلك تم إنشاء لجنة بناء السلام من قبل الأمم المتحدة من أجل العمل في بعض البلدان المدرجة في جدول أعمالها بالشكل الذي يمنع من العودة للنزاع مجدداً، ومن بين هذه الدول سيراليون التي مرت بفترات من النزاعات العنيفة منذ إستقلالها من الإستعمار البريطاني عام (1961) وحتى الألفية الجديدة، فعملت اللجنة بدءاً من يونيو/ حزيران من العام (2006)، حيث رأت اللجنة أنه على الرغم من التقدم بعض الشيء في مجال السلام إلا أنه لا يزال هشاً ويحتاج إلى المزيد من العمل الجبار من أجل بناء السلام وعدم الرجوع مجدداً إلى النزاع، حيث قامت اللجنة وبالتشاور مع حكومة سيراليون والجهات ذات المصلحة بإدراج بعض المهام التي سوف تضطلع بها اللجنة على مدار الأعوام التالية لإنشاءها، وتمثلت هذه المهام بعملية تمكين وتوظيف الشباب، توطيد الديمقراطية ومبدأ الحكم الرشيد، إصلاح قطاع العدالة والأمن، بناء القدرات المحلية وقطاع الطاقة، وجاء التأكيد على هذه المهام كون سيراليون عانت كثيراً من حالات بطالة الشباب وزيادة نسبتهم وإنخراطهم ضمن الجماعات والميليشيات المسلحة، كذلك عانت من الحكم الدكتاتوري وسياسة الحزب الواحد الذي كان طاغياً طوال فترة الإستقلال، ناهيك عن ضعف الخدمات والمسائل المتعلقة بالعدالة وضعف الأمن وضعف القدرات والعلاقات بين فئات الشعب السيراليوني، وفي سبيل تنفيذ هذه المهام قدمت لجنة بناء السلام العديد من الإقتراحات والتوصيات والمشاريع المستقبلية التي كانت غاية في الأهمية بالنسبة لسيراليون حكومةً وشعباً، وطالبت هذه اللجنة من بعض الجهات المسؤولة والفاعلة على أرض الواقع في سيراليون، كحكومة سيراليون والجهات الوطنية الفاعلة ذات المصلحة والشركاء الدوليين بتنفيذ هذه المقترحات والتوصيات، كوسيلة لعدم عودة سيراليون إلى النزاع العنيف مجدداً.