عبد الرحيم رحمي الهكاري 1890-1958 وفكره العقدي من خلال منظومته (عقيدة الكرد)

Abstract

يفتخر الكرد بامتلاكهم المئات من العلماء والمفكرين الذين برز دورهم على مدار التاريخ في شتى المجالات العلميّة والفكريّة والسياسيّة والأدبية وغيرها من المجالات، فالعلماء الكرد لم يتركوا بابا من أبواب العلم والمعرفة الإنسانيّة إلاّ وقد طرقوه ودخلوا فيه من أوسع أبوابه، وتعلّموه وطوّروه وأبدعوا فيه، فالشعب الكردي قديما وإلى يومنا هذا كان ولا يزال محبّا للعلم والثقافة والمعرفة، وما هذه الآثار والكتب العلميّة التي بين أيدي القرّاء والباحثين اليوم إلاّ دليلاً قاطعاً على ما نقول، أضف إلى ذلك ما تزخر به المكتبات العالمية في شتى البلدان بالعديد من النتاجات العلمية التي سطرها علماء الكرد بأقلامهم الرائعة ولا زال طلبة العلم ينهلون من تراثهم العلمي الرصين، فضلاً عن أنّ ما أحرق وأتلف من تلك الكتب والآثار العلميّة الرائعة يفوق عمّا هو موجود الآن بعشرات المرّات أو يزيد، وقد صدق الأستاذ محمد على القرداغي عندما قال: (ما بقي من آثار الكرد لا يمثّل كلّ أو جلّ ما قدّموه، بل لا يمثّل إلاّ نزرا يسيرا من ثمرات جهودهم، ولا نذهب بعيداً إذا قلنا إنّ ما تعرّض من آثار علماء الكرد للحرق والإتلاف المتعمّد، أو الإهمال الناشئ عن الجهل يعلو علو جبل من جبال كردستان).
لقد كان الكرد يمتلكون الآلاف من المدارس التي كانت حافلة بطلبة العلم، ورغم ندرة أدوات الكتابة من أقلام وأوراق وما إلى ذلك فقد تمكن علماء الكرد وطلبتهم من تأليف ونسخ مئات الآلاف من الكتب العلميّة القيّمة وفي مختلف المجالات، بالإضافة إلى أعمال فنيّة رائعة، وبين أيدينا اليوم إحدى نتاجات واحد من أبرز علماء الكرد ألا وهو (عبد الرحيم رحمي الهكاري) الذي برع في العديد من المجالات الفكرية والشرعية والأدبية والسياسية، وهدفي من خلال هذا البحث هو إبراز آرائه في مجال العقائد الإسلامية من خلال عرض وشرح منظومته (عقيدة الكرد) التي نظمها سنة 1916.